للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أقسام الأعمال إذا تخلّفت عنها النية الصالحة"٢":

ونوَدُّ أن نقف فيما يلي على أثرِ تخلف النيّة الصالحة عن العمل"٣":

إنّ أعمال الطاعة كلها تحتاج إلى النية الخالصة لله تعالى، ولكن أعمال الإنسان تنقسم إذا خلت من إخلاص النية لله إلى ثلاثة أقسام:

١- قسم: يزول عنه معنى العبادة، ويتحول إلى معصية، بسبب خلوه من إخلاص النية لله، ويبقى أثر النفع فيه، فينتفع به الناس، ولا يُكتب له به أجر، بل يُكتب عليه به وزر، لأنه لم يقصد به وجه الله تعالى، وذلك كالصدقة في الظاهر، والمعروف والإصلاح بين الناس في الظاهر، إذا لم يقصد به وجه الله.

٢- وقسم: يزول عنه معنى العبادة، ولا يؤجر عليه، بل يتحول إلى معصية أو شرك، ولا ينتفع به صاحبه ولا غيره. وذلك كما لو صام، أو صلى، أو ذكر الله تعالى، يقصد بذلك غير الله. إلا أن يظن به غيره خيرا، فيقتدي به، فينتفع به الغير من هذا الوجه.


(١) يُنظَر فيما ورد في هذا الموضوع: "جامع العلوم والحِكَم"، لابن رجب، في شرحه لحديث: (إنما الأعمال بالنيات..) ، ١/١٩-٤٩.
(٢) ينظر "جامع العلوم والحكم ... "، لابن رجب، ١/٢٦، وما بعدها.
(٣) وينظر ما مضى في: "مفهوم الإخلاص والتجرد الكامل"، و"الاثار المترتبة على خلل النيّة أو التشريك فيها". والكلام هنا إنما هو عن أقسام الأعمال بعد تخلف النيّة الصالحة عنها.

<<  <   >  >>