للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

تقتضي الاستغراق لجميع المحامد، فدل على أن الحمد كله لله"١.

والرب – سبحانه وتعالى – إذا حمد نفسه في كتابه ذكر أسماءه الحسنى، وصفاته العلا، وأفعاله الجميلة٢، ولهذا ذكر المؤلف – رحمه الله – بعد حمد الله فعلاً من أفعال الله الجميلة، وهو إرساله رسوله صلى الله عليه وسلم بالهدى، ودين الحق. "فالهدى كمال العلم، ودين الحق كمال العمل"٣ وبهما يحصل "صلاح القوة النظرية العلمية، والقوة الإرادية العملية"٤ وذلك لأن الهدى يتضمن العلم النافع، ودين الحق يتضمن العمل الصالح"٥.

ليظهره على الدين كله،

لا ريب أن "دين الحق الذي بعث به رسوله صلى الله عليه وسلم ظاهر على كل تقدير"٦، فإن "الله وعد بإظهاره على الدين كله: ظهور علم وبيان، وظهور سيف وسنان، فقال-تعالى-: {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ} [التوبة: ٣٣] "٧، "فيظهره بالدلائل، والآيات العلمية التي تبين أنه حق، ويظهره أيضاً بنصره، وتأييده على مخالفيه، ويكون منصوراً"٨.


١ مجموع الفتاوى (١/٨٩) .
٢ انظر: المصدر السابق (٨/٣٧٨) .
٣ المصدر السابق (٢/٥٩) .
٤ المصدر السابق.
٥ الجواب الصحيح (١/١٠٦)
٦ بيان تلبيس الجهمية (٢/٣٤١) .
٧ الجواب الصحيح (١/٢٣٩) .
٨ مجموع الفتاوى (١٤/١٩٥) ، وانظر: الجواب الصحيح (٦/٣٦١) .

<<  <   >  >>