للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

[الغريب وتعريفه لغة واصطلاحا]

...

قال المؤلف رحمه الله:

... ... .... .... .... ... وقُلْ غَريبٌ ما رَوى راوٍ فَقَطْ

هذا هو القسم السابع عشر من أقسام الحديث المذكورة في هذا النظم وهو الغريب.

قوله: "وقُل غريبٌ ما روى راوٍ فقط" الغريب مشتق من الغربة، والغريب في البلد هو الذي ليس من أهلها.

والغريب في الحديث هو: ما رواه راوٍ واحد فقط، حتى ولو كان الصحابي، فهو غريب، مثل أن لا نجد راو من الصحابة إلا ابن عباس - رضي الله عنهما - فهو غريب، أو لم نجد راوياً من التابعين إلا قتادة فهو غريب.

والغرابة إما أن تكون في: أول السند.

أو في أثنائه.

أو في آخره.

يعني قد يكون الحديث غريباً في آخر السند لم يروه إلا تابعي واحد عن الصحابة، ثم يرويه عنه عدد كبير، فيكون هذا غريباً في آخر السند، وفيما بعده قد يصل إلى حد التواتر، فحديث "إنما الأعمال بالنيات ... " ١ من الغريب، لكنه غريب في طبقة الصحابة والتابعين، وأما بعد ذلك فقد انتشر انتشاراً عظيماً.

وقد يكون غريباً في أثنائه، رواه جماعة وانفرد به عنهم واحد، ثم رواه عن جماعة، وقد يكون غريباً في أوله انفرد به واحد عن جماعة.

والغريب قد يكون صحيحاً، وقد يكون ضعيفاً، لكن الغالب على الغرائب أنها تكون ضعيفة.


١ تقدم تخريجه ص ٦٩.

<<  <   >  >>