للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

(وإن صلى عملاً بقوله تعالى: {وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ} [٢/٤٥] فحسن فعله ابن عباس) ، (والصبر واجب) ، (ولا يكره البكاء على الميت) ، (وتحرم النياحة) ،

ــ

شرع أن يدعو بهذا الدعاء الذي أمر به النبي صلى الله عليه وسلم أم سلمة كما تقدم١، (وإن صلى عملاً بقوله تعالى: {وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ} [٢/٤٥] فحسن فعله ابن عباس) وجاء في الحديث: أن النبي إذا حزبه أمر صلى.

(والصبر واجب) وهو في اللغة: الحبس. وفي الشرع: حبس القلب عن الجزع، وحبس اللسان عن التشكي، وحبس الجوارح عن مثل ضرب الخدود وشق الجيوب٢.

(ولا يكره البكاء على الميت) بل هو مباح، إنما الممنوع النياحة والنبي صلى الله عليه وسلم عندما رأى بعض أولاد بناته في النزع بكى رحمة للمخلوق، وليس في بكائه ما يضعف الصبر والرضى؛ فجمع بين حق الله وحق المخلوق.

فالبكاء جائز ولا ينافي الصبر، بل يكون بعض الأحيان أفضل من عدمه إذا كان رحمة له وشفقة على الميت مما أمامه فيكون حينئذ قد جمع بين حق الله من الصبر وبين حق الميت من شفقته عليه. وكثير من الناس بكاؤهم ليس إلا لفقد ذات الشخص أو لتمتعه به.

(وتحرم النياحة) وهي الصياح الصراخ؛ بل هي من الكبائر، كما


١ أو استجاب الله دعاءك ورحمنا وإياك.
٢ وتقدم.

<<  <   >  >>