للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[الشبهة الأولى: أن من أقر بتوحيد الربوبية ولم يقصد من الصالحين إلا الجاه والشفاعة فليس بمشرك]

...

وأما الجواب المفصَّل فإن أعداء الله لهم اعتراضات كثيرة على دين الرسل يصدون بها الناس عنه، منها قولهم: نحن لا نشرك بالله، بل نشهد أنه لا يخلق ولا يرزق ولا ينفع ولا يضر إلا الله وحده لا شريك له وأن محمداً صلى الله عليه وسلم لا يملك لنفسه نفعاً ولا ضراً فضلاً عن عبد القادر أو غيره ولكن أنا مذنب والصالحون لهم جاه عند الله وأطلب من الله بهم.

ــ

الأول: بيان أن الذين في قلوبهم زيغ يتركون المحكم ويتبعون المتشابه.

الثاني: أن الأولين مقرون بالربوبية لم ينازعوا فيها وأنهم ما ادَّعَوا إلا مثل ما ادعى هذا المشبِّه من طلب الشفاعة والقرب إلى الله بذلك وأن الله كفرهم بذلك.

الثالث: أن معي نصوصاً لا تتناقض، وأن كلام النبي صلى الله عليه وسلم لا يخالف كلام الله عز وجل، وأن المبطل يحتج بشيء هو حق ولا يدل على الباطل بحال.

(وأما الجواب المفصل) وهو الذي يُجابُ به عن كل شبهة بجواب يخصُّها (فإن أعداء الله) المشركون عبدةُ غير الله (لهم اعتراضات كثيرة على دين الرسل يصدون بها الناس عنه) منها قولهم مع شركهم بالله (نحن لا نشرك بالله شيئاً) وهم قد وقعوا فيه لكن نَفَوه عن أنفسهم جهلاً وضلالاً.

(بل نشهد أنه لا يخلق ولا يرزق ولا ينفع ولا يضر إلا الله وحده

<<  <   >  >>