للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[من فضائل الصيام]

شهر رمضان، موسم عظيم فاضل للطاعة، ووقته محدود، فجدير بالمسلم أن لا يفوّتَ شيئا من لحظاته، إلا وهو في قربة لخالقه تزيد في حسناته، وما أجمل الطاعة في كل وقت، ولكنها في رمضان تفضل على الطاعات في الأوقات الأخرى، كيف لا، ونحن جميعا نعرف الخصائص التي ميّز الله بها هذا الشهر عن غيره من شهور العام، وها هو المصطفى عليه الصلاة والسلام، يوضح لأمته أنها سَمَت على غيرها من الأمم، فوهبت خصائص هذا الشهر الكريم، فاقت بها غيرها من الأمم السابقة، روى أبو هريرة- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أُعْطيت أمتي خمس خصال في رمضان، لم تعطهن أمة قبلهم، خلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك، وتستغفر لهم الحيتان حتى يفطروا، ويُزَيَّن الله عز وجل كل يوم جنته، ثم يقول: يوشك عباديَ الصالحون، أن يلقوا عنهم المؤنة والأذى ويصيروا إليك، وتُصفد فيه مردة الشياطين، فلا يخلصون إلى ما كانوا يخلصون إليه في غيره، ويغفر لهم في آخر ليلة، قيل يا رسول الله: أهي ليلة القدرا؟، قال: لا، ولكن العامل إنما يوفَّى أجره إذا قضىعمله". رواه أحمد والنبيهقي.

ما أعظم هذه الخصائص، وما أكثر ما فضل الله به هذه الأمة على غيرها؟ عباد الله المخلصون تقوى عزائمهم، وتنشط قواهم، وتتحفز هممهم للطاعة، فهم يتسابقون إلى ميادين الطاعات، فالمؤمنون يزداد إيمانهم، والمنافقون تتضاعف حسراتهم، روى ابن خزيمة في صحيحه أنه عليه الصلاة والسلام، قال: "أَظَلََّكُم

<<  <   >  >>