للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

[التعاون على البر في رمضان]

ما أجمل شهر رمضان، وهو يقوّي صلة المؤمن بربّه، ويرقق قلوب المسلمين، ويؤلف بينها، ويزيد أواصر المودة والمحبة، ويقوّي روابط الأخوة بين المؤمنين، فترى تعاطفهم وتراحمهم فيما بينهم، بصور عديدة، وأشكال فريدة.

ومن ذلك التناصح والتذكير الذي يقوم به المسلمون فيما بينهم، ويذكر بعضهم بعضا، ويعين كل واحد منهم أخاه على نفسه، فتراه يوجهه حين يراه على مخافة ما، ويدعوه بأسلوب سهل، وطريقة متقبلة، أخذا من قوله تعالى: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ} [سورة النحل آية (١٢٥) ] .

كما يحث إخواته على فعل الخيرات، وعمل الصالحات، والاستزادة منها في هذا الشهر الكريم، ابتغاءً للأجر والثواب، فهو يعرف أن فعله هذا ينال به مثل ثواب أخيه الذي دعاه وذكره لقوله صلى الله عليه وسلم: "من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا" رواه مسلم. ويدخل في ذلك كله دعوة أخيك إلى حضور صلاة الجماعة، والمواظبة على صلاة التراويح، والتصدق على المساكين المحتاجين، وأعمال المعروف والبر، ودعوته إلى قراءة القرآن، والإكثار من ذكر الله تعالى، وسائر خصال الخير التي تتأكد في مثل هذا الشهر الكريم.

كذلك فإن الصائم قد يعرض له في نهاره ما ينسيه أنه متلبس بعبادة الصيام، فيأكل أو يشرب نسيانا، ففي مثل هذه الحالة يجب عليك أيها المسلم أن

<<  <   >  >>