للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وهذا يجعلنا نفرق بين الوقف والقطع والسكت، وهذه المصطلحات جرت عند كثير من القدماء، وبعضهم يرى أنها يراد بها الوقف غالبا، والقطع يراد به قطع القراءة رأسا، أي كالانتهاء عند بعضهم، ولكن الدراسات أثبتت أن هناك فروقا بين كل من الوقف والقطع والسكت، وأصبح لكل منها معنى.

فالقطع: قطع القراءة بنية الانتهاء، ولا يجوز إلا بعد تمام الآية، كما يذكر علماء القراءة، أو بعد تمام المعنى أو الفهم بالنسبة للكلام، وقد يقع القطع لعذر أو للانتقال من حال إلى حال، أو من قول لآخر.

والسكت: هو قطع الصوت زمنا دون زمن الوقف عادة من غير تنفس، ولا يجوز السكت إلا على ساكن، وقد اختلف في زمن السكت أي: بين طول السكت وقصره ١، إلا أن معظم القراء يرون أن تسكت سكتة يسيرة أي: زمنًا يسيرًا بدون تنفس أي: أقل من زمن إخراج التنفس؛ لأنه إن طال صار وقفًا.

وإن كان كثير من الباحثين يرون أن السكت في القرآن الكريم مبني على السماع ومقيد به، إلا أن له معنى في كل سكتة، وخاصة إذا رجعت إلى ما روي فيه السكت وهو: {عِوَجَا قَيِّماً} {مِنْ مَرْقَدِنَا هَذَا} {وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ} {بَلْ رَانَ} .

فالسكت يعطي أهمية للكلمة التي حدثت فيها السكت، ويضيف معنى جديدا لا يتحقق بدون السكت.


١ النشر في القراءات العشر، ج: ١، ص: ٢٢٥.
وقد قيل: إن السكت على الساكن قبل الهمزة سكنة يسيرة، وقيل: السكت أن تسكت سكتة قصيرة، وقيل مختلسة من غير إشباع، وقيل: تسكت حتى يقال: إنك قد نسيت ما بعد الحرف، وقيل: تسكت سكتة لطيفة من غير قطع، راجع النشر، ج: ١، ص: ٢٣٩، ٢٤٠.

<<  <   >  >>