للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[استخدام مكبر الصوت: الميكرفون]

لقد دخل مكبر الصوت حياتنا في كثير من اللقاءات والندوات، وأصبح من مستلزمات فن الإلقاء عبر الإذاعة المسموعة والمرئية، واحتاج إلى نمط خاص في الإلقاء.

فالإلقاء ِأمام: الميكرفون قد غيَّر من طبيعة الإلقاء، فالجيد منه أصبح نوعا من الهمس وأضحت جهارة الصوت ليست مقياسا للجودة، فلقد كان القدماء يقولون: مما يزيد في حسن الخطابة وجلالة موقعها، جهارة الصوت، فإنه أجل أوصاف الخطباء، ولذلك قال الشاعر:

جهير الكلام جهير العطاس ... جهير الرواء جهير النغم

وذم شاعر آخر بعض الخطباء برِقَّة الصوت وضآلته فقال:

ومن عجب الأيام أن قمت خاطبا ... وأنت ضئيل الجسم منتفخ السحر١

فرقة الصوت وضآلته بعد أن كانت تذم قديما، صارت أمام الميكرفون ميزة من مميزات الإلقاء.

وجمال الصوت هبة من الخالق -سبحانه- تحتاج إلى الدربة والمران، حتى يأتي الصوت وقد تميز بأنه صوت رائق الجرس يتمشى مع طبيعة الإذاعة التي تقتضي المودة المتبادلة بين صوت المذيع وبين مستمعيه، ويتطلب هذا أن يكون الصوت زاخرا بأنواع المودة والمشاعر التي يكون التعبير بها في أصدق حالة بالصوت المذاع، فمكبر الصوت أكثر قدرة -دائما بالنسبة للكلام- على إبراز الجمال في الصوت الأقرب إلى


١ نقد النثر، ص: ١٠٩.

<<  <   >  >>