للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[مخارج الأصوات: طبيعتها، أنواعها]

فن الإلقاء يعتمد على النطق السليم الذي يتطلب إخراج أصوات١ الكلمات من مخارجها.

ذلك لأن إخراج الأصوات من مخارجها يساعد على الوضوح في فن الإلقاء، وعلى البيان، ويجنب الأخطاء التي تحدث من تقارب بعض المخارج، وإحلال بعضها مكان بعض، كما تمكن الدارس من التخلص من كثير من العيوب مثل: الخشونة والحبسة والفأفأة واللثغة، تلك العيوب التي عابها القدماء والمحدثون والتي تعوق الإبانة والنطق السليم.

وبذل الأقدمون جهودا مشكورة في محاولة التعرف على مخارج الأصوات، ومن أبرز الذين عنوا بذلك: الخليل بن أحمد الفراهيدي٢، وكان عالما من أعلام اللغة، عني بدراسة أصوات اللغة، وكان مرهف الحس للأصوات وخاصة في علاجه للعروض، وفي إدراكه لمخارج الأصوات، وترتيبه للمعجم حسب المخارج، كما استطاع أن يترك لنا وصفا دقيقا لأصوات اللغة ومخارجها وصفاتها، فلقد وجد أن الترتيب الهجائي يختلف عن ترتيب مخارج الأصوات، فآثر أن يختار ترتيبا آخر وفق مخارج الأصوات.


١ إخراج أصوات الكلمات أي: حروف الكلمات، ولقد اخترنا العنوان: مخارج الأصوات ولم نقل مخارج الحروف؛ لأن الحرف هو الذي يكتب، والصوت هو الذي ينطق.
٢ توفي سنة ١٧٤ هـ، وهو صاحب كتاب: العين، وواضع علم العروض.

<<  <   >  >>