للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

" الإسراء والمعراج "

١٣٣- وأجمع القائلون بالأخبار والمؤمنون بالآثار أن رسول الله صلي الله عليه وسلم أسري به إلى فوق١ سبع سموات ثم إلى سدرة المنتهى، أسرى به ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى -مسجد بيت المقدس- ثم عرج به إلى السماء بجسده وروحه جميعاً٢ ثم عاد من ليلته إلى مكة قبل الصبح.

١٣٤- ومن قال إن الإسراء في ليلة والمعراج في أخرى٣ فقد غلط٤.

١٣٥- ومن قال: إنه منام وإنه لم يسر بجسده فقد كفر٥.


١ ساقطة في "ج".
٣ في "ج" والمعراج في ليلة.
٢ ٤ ٥ قال الحافظ ابن حجر في الفتح ٧/٢٣٧ اختلف السلف بحسب اختلاف الأخبار الواردة. فمنهم من ذهب إلى أن الإسراء والمعراج وقعا في ليلة واحدة في اليقظة بجسد النبي صلي الله عليه وسلم وروحه بعد المبعث، وإلى هذا جمهور العلماء من المحدثين والفقهاء تواردت عليه ظواهر الأخبار الصحيحة ولا ينبغي العدول عن ذلك ... ".. ثم قال: وقال بعض أهل العلم إن ذلك وقع مرتين مرة في المنام توطئة وتمهيداً، ومرة ثانية في اليقظة وذكر دليلهم. ثم قال: وقال بعض المتأخرين كانت قصة الإسراء في ليلة والمعراج في ليلة، وذكر مستنده"، وقال القاضي عياض في الشفا ١/٣٥٩: "اختلف السلف والعلماء هل كان إسراؤه بروحه وجسده على ثلاث مقالات:
١- فذهب طائفة إلى أنه إسراء بالروح وأنه رؤيا منام مع اتفاقهم على أن رؤيا الأنبياء حق. وإلى هذا ذهب معاوية وعائشة وحكى عن الحسن والمشهور عنه خلافه، وذكر أدلتهم. =
٢- ذهب معظم السلف والمسلمين إلى أنه إسراء بالجسد وفي اليقظة، وهذا هو الحق ثم ذكر من قال به من الصحابة والتابعين.
٣- وقالت طائفة: كان الإسراء بالجسد يقظة من المسجد الحرام إلى بيت المقدس وإلى السماء بالروح.
قلت وهذه مسألة خلافية بين العلماء لتعدد الروايات فيها واختلافها فلا ينبغي فيه التكفير، والله أعلم. راجع أيضاً: زاد المعاد لابن القيم ٣/٣٤، وتفسير ابن كثير ٥/١٠٦-١٤٣، والقرطبي ١٠/٢٠٨ وما بعدها ودلائل النبوة للبيهقي ٢/٣٥٤، والسيرة لابن هشام ٢/٤ وما بعدها، وتفسير ابن جرير ١٥/١ وما بعدها.

<<  <   >  >>