للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عبيدًا لك، والطريق المعبد: هو المسلوك المذلل بكثرة الوطء عليه، قال طرفة بن العبد:

تُباري عتاقًا ناجياتٍ وأتبعت ... وظيفًا وظيفًا فوق موْر مُعبَّدِ١

وقيل كذلك للبعير: المبعد من جهة أنه مذلل بالركوب أو هو المهنؤ بالقطران لأن ذلك يذله٢.

قال الطبري في تفسير سورة الفاتحة عند قوله: {إياك نعبد} : "وإنما اخترنا البيان عن تأويله بأنه بمعنى نخشع ونذل ونستكين.. لأن العبودية عند جميع العرب أصلها الذلة" أ. هـ.

وفسر قوله تعالى عن فرعون: {وَقَوْمُهُمَا لَنَا عَابِدُون} ٣ أي دائنون, وكل من دان لملك فهو عابد له، والعابد: الخاضع المستسلم المنقاد لأمره.

وقد عرّف شيخ الإسلام ابن تيمية العبادة بأنها: اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأعمال الباطنة والظاهرة، أو هي طاعة الله بامتثال ما أمر به على ألسنة الرسل٤ وهذا تعريف جامع لكل عمل يقوم به العبد إذا أخلص فيه نيته لله تعالى.

والعبادة المأمور بها، يؤديها المسلم وهو ذليل خاضع لمولاه، مع حبه له، فهي


١ تباري: تسابق, والعتيق: الكريم، والناجيات: المسرعات, وعني بالوظيف: الخف.
٢ انظر معجم مقاييس اللغة ١/٢٠٦ وتاج العروس ٢/٤١٠ ولسان العرب ٣/٢٧٩ والمصباح المنير ٢/٣٧. والمخصص ١٣/٩٦ وتفسير الطبري في تفسير قوله: "إياك نعبد" من سورة الفاتحة.
٣ سورة المؤمنون آية ٤٧.
٤ انظر العبودية ص٣٨ - ٤٠ والتنبيهات السنية ص٧٥.

<<  <   >  >>