للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ب- انقسام العبودية إلى عبودية عامة وعبودية خاصة١.

والعبودية العامة: هي عبودية القهر والملك, أو هي العبودية القسرية، وتتمثل في عبودية الخلق كلهم لله تعالى، أبرارًا وفجارًا، مؤمنين وكافرين، لأن الله ربهم ومليكهم لا يخرجون عن ملكه ومشيئته وقدرته، يقول تعالى: {أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً} ٢، فالكائنات كلها مسلمة لله، ومتعبدة له التعبد التام، سواء من أقر ومن أنكر، هذه هي عبودية الربوبية التي لا تخرج صاحبها من الكفر إلى الإيمان, وقد ذكرت في القرآن بعدة مواضع مثل قوله تعالى: {إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ إِلاَّ آتِي الرَّحْمَنِ عَبْداً} ٣ أي ذليلًا خاضعًا وقال:


١ انظر هذا البحث في كتاب العبودية ص٤٨- ٥١ وص ١١٧ والفتاوى ١/٤٤ ومدارج السالكين ١/١٠٣ - ١٠٥ والروضة الندية ص٣٧٨.
٢ سورة آل عمران آية ٨٣.
٣ سورة مريم آية ٩٣.

<<  <   >  >>