للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ودلت على توحيد الربوبية؛ لأن العاجز لا يكون إلا إلهًا معبودًا, ولابد للإله أن يكون خالقًا مدبرًا. ودلت على توحيد الأسماء والصفات؛ لأن فاقد الأسماء الحسنى وصفات الكمال غير كامل, ولا يصلح من هذا حاله أن يكون إلهًا خالقًا.

فكلمة الشهادة هذه جمعت الأصول الثلاثة, وعليها تدور بعثة الرسل وما أنزل إليهم من الكتب١.

وغالب سور القرآن متضمنة لأنواع التوحيد الثلاثة, بل كل سورة في القرآن, بل كل آية, يقول ابن القيم رحمه الله تعالى:

"إن كل آية في القرآن الكريم متضمنة للتوحيد, شاهدة به, داعية إليه, فإن القرآن إما خبر عن الله وأسمائه وصفاته وأفعاله فهو التوحيد العلمي الخبري, وإما دعوة إلى عبادة الله وحده لا شريك له وخلع كل ما يعبد من دونه فهو التوحيد الإرادي الطلبي, وإما أمر أو نهي وإلزام بطاعته في نهيه وأمره فهي حقوق التوحيد ومكملاته, وإما خبر عن كرامة الله لأهل توحيده وطاعته وما فعل بهم في الدنيا وما يكرمهم به في الآخرة فهو جزاء توحيده, وإما خبر عن أهل الشرك وما فُعل بهم في الدنيا من النكال وما يحل بهم في العقبى من العذاب فهو خبر عمن خرج عن حكم التوحيد. فالقرآن كله في التوحيد وحقوقه وجزائه وفي شأن الشرك وأهله وجزائهم"٢.


١ انظر التنبيهات السنية ص٩.
٢ مدارج السالكين ٣/٤٥٠ وانظر شرح الطحاوية ص٣٥.

<<  <   >  >>