للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[جعل المتكلمون هدفهم الأول هو إثبات توحيد الربوبية]

...

١- جعل المتكلمون هدفهم الأول إثبات توحيد الربوبية

والاستدلال على وجود الله، معتمدين في ذلك على دليل التمانع، رغم أن هذا الدليل قد ورد في القرآن للدلالة على وحدانية الله كما مر معنا في فصل الأدلة العقلية في الباب الثالث، وأنه تعالى أخبر أنه لو كان فيهما آلهة غيره ولم يقل أرباب، لأنه لو كان فيهما أرباب غيره لم توجدا أصلًا ولقال: لم توجدا، ولكنه قال: لفسدتا: أي لو كان فيهما آلهة غيره وهما موجودتان لفسدتا١

وقد رد استدلالهم بقوله تعالى: {لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلاَّ اللَّهُ لَفَسَدَتَا} ٢ على توحيد الربوبية شيخ الإسلام ابن تيمية بعدة مواضع من كتبه فيقول: "وبينَّا أن هذه الآيات ليس المقصود بها ما يقوله من يقوله من أهل الكلام من ذكر دليل التمانع على وحدانية الرب تعالى؛ فإن التمانع يمنع وجود المفعول لا يمنع فساده بعد وجوده, وذلك يذكر في الأسباب والبدايات التي تجري مجرى العلل الفاعلات"٣.


١ انظر الفتاوى ٢/١٤ و٣/٩٨ و٤/١٤ وشرح الطحاوية ص٢٣-٣٣ والإنصاف للباقلاني ص٢٨-٢٩ والشامل للجويني ١/٣٥٢ ومقدمته ص٦٦-٦٨.
٢ سورة الأنبياء آية ٢٢.
٣ اقتضاء الصراط المستقيم ص٤٦١ وانظر الفتاوى ٢/٣٨ وتلبيس الجهمية ١/٤٧٨-٤٧٩.

<<  <   >  >>