للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الْعَرْشِ اسْتَوَى} ١، {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ} ٢، وأقرأ في النفي: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْء} ٣، {لا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا} ٤، {هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيّا} ٥ ومن جرب مثل تجربتي عرف مثل معرفتي"٦.

يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: "ولهذا تجد أبا حامد مع فرط ذكائه وتألهه ومعرفته بالكلام والفلسفة وسلوكه طريق الزهد والرياضة والتصوف -ينتهي في هذه المسائل إلى الوقف ويحيل في آخر أمره على طريقة أهل الكشف، وإن كان بعد ذلك رجع إلى طريقة أهل الحديث ومات وهو يشتغل في صحيح البخاري"٧.

وأما السلف الصالح فأنكروا صحة هذه الطريقة في نفسها وعابوها لاشتمالها على كلام باطل، فذموا علم الكلام والمتكلمين, كقولهم: "من طلب الدين بالكلام تزندق وقول الشافعي: "لأن يبتلى العبد بكل ما نهى الله عنه ماعدا الشرك خير له من أن ينظر في الكلام وقول الإمام أحمد: "لا يفلح صاحب كلام أبدًا, علماء الكلام زنادقة وقول أبي الوفاء بن عقيل لبعض أصحابه: "أنا أقطع أن الصحابة ماتوا وما عرفوا الجوهر والعَرَض, فإن رضيت أن تكون مثلهم فكن, وإن رأيت أن طريقة المتكلمين أولى من طريقة أبي بكر وعمر فبئس ما رأيت"٨.


١ سورة طه آية ٥.
٢ سورة فاطر آية ١٠.
٣ سورة الشورى آية ١١.
٤ سورة طه آية ١١٠.
٥ سورة مريم آية ٦٥.
٦ انظر موافقة صحيح المنقول لصريح المعقول ١/٩٣.
٧ موافقة صحيح المنقول لصريح المعقول ١/٩٣ وانظر ص ٢٣-٢٤ وص ٩٧ وص ١٤٠ والنبوات ص ٥٢.
٨ انظر هذه الأقوال في الفتاوى ٦/٢٤٣ وأعلام الموقعين ٤/٢٤٨ وتلبيس إبليس ص٨٢.

<<  <   >  >>