للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال الزبيدي: "ربَّ ولده والصبي يربُه ربا: أحسن القيام عليه ووليه حتى أدرك وفارق الطفولية كان ابنًا أو لم يكن"١. انتهى بلفظه.

وقال الفيومي: "ومنه قيل للحاضنة: رابة. ورابية أيضًا - فعيلة بمعنى فاعلة. وقيل لبنت امرأة الرجل ربيبة: فعلية بمعنى مفعوله، لأنه يقوم بها غالبًا تبعًا لأمها، والجمع ربائب، وجاء: ربيبات على لفظ الواحدة والابن ربيب"٢ انتهى بلفظه.

ومنه قوله تعالى: {وَرَبَائِبُكُمْ اللاَّتِي فِي حُجُورِكُم} ٣: فسمى بنت الزوجة: ربيبة لتربية الزوج لها, فالزوج رابٌّ؛ لأنه قام على أمر الربيبة.

ويقال للصبي والفرس: مربوب. والمربوب: المربَّى.

وتطلق كلمة الربيبة أيضًا على الغنم التي يربيها الناس في البيوت لألبانها، وغنمٌ ربائب وهي التي تربط قريبًا من البيوت وتعلف لا تُسام، وواحدتها ربيبة: بمعنى مربوبة؛ لأن صاحبها يربيها٤.

قال الطبري: ومنه قول علقمة بن عبدة:

فكنت أمرأً أفضت إليك ربابتي ... وقبَلك ربَّتْني فضِعتُ رَبُوبُ

يعني يقول: أفضت إليك: أي أوصلت إليك ربابتي فصرت أنت الذي ترب أمري فتصلحه لما خرجت من ربابة غيرك من الملوك الذين كانوا قبلك عليّ فضيعوا أمري وتركوا تفقده، وهم الربوب واحدهم رب"٥ انتهى بلفظه.


١ تاج العروس ١/٢٦١.
٢ المصباح المنير ١/٢٢٩.
٣ سورة النساء آية ٢٣.
٤ انظر لسان العرب ١/٤٠٠ وتفسير القرطبي ١/١٣٧.
٥ تفسير الطبري ١/٦٢.

<<  <   >  >>