للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ثانيا: اتجاه الإسلام في الموضوع:

إن الإسلام بنى نظامه الخلقي على أساس نظرته إلى قيمة الفرد وقيمة المجتمع معا.

وقد رأينا فيما سبق أن الأخلاق تكتسب بعض قيمتها من قيمة الذات الإنسانية الفاعلة وهذه الأخيرة إما تكون فطرية وإما إضافية ونريد بالقيمة الفطرية تلك الكرامة الطبيعية التي أعطاه الله إياها منذ أن خلقه {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ} ٣, ونريد بالقيمة الإضافية تلك التي يكتسبها الإنسان عن طريق ممارسته للفضيلة, مثل الإيمان بالله والإحسان إلى الناس والتعلم وما إلى ذلك٤


١ الإسراء: ٧٠.
٢ ويقسم الدكتور محمد عبد الله دراز الكرامة الإنسانية إلى ثلاثة أقسام فيقول: "إن الكرامة التي يقررها الإسلام للشخصية الإنسانية كرامة مثلثة: كرامة هي عصمة وحماية, وكرامة هي عزة وسيادة , وكرامة هي استحقاق وجدارة: كرامة يستغلها الإنسان من طبيعته {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ} وكرامة تتغذى من عقيدته. {وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ} . وكرامة يتوجهها بعمله وسيرته {وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِمَّا عَمِلُوا} , {وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ} . انظر: نظرات في الإسلام ص ٩٧.

<<  <   >  >>