للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[الفصل الثاني: غاية الأخلاق]

[الاتجاهات العامة في غاية الأخلاق]

[مدخل]

...

[الفصل الثاني: غاية الأخلاق]

أولا: الاتجاهات العامة في غاية الأخلاق:

إذا ألقينا نظرة عامة على الاتجاهات الفلسفية المختلفة فيما يتصل بغاية الأخلاق وجدنا فيها اتجاهين عامين: يرى أحدهما أن للأخلاق غاية، وهو اتجاه معظم الأخلاقيين، ويرى ثانيهما أن ليست للأخلاق غاية، وهو الاتجاه الذي ذهب إليه كانط١ وأساس الخلاف يرجع إلى أنه كان هناك غاية للأخلاق فمعنى ذالك أنها وسيلة، وأنها تتغير وتتبدل وليست ثابتة، ومن جهة أخرى فالادعاء بأن الأخلاق وسيلة يؤدي إلى تجريدها من كل قدسية، وهذا يؤدي بدوره إلى عدم الإلزام والالتزام اللائقين بها.

وقد ذهب إلى هذا أيضا بعض أنصار الاتجاه الأول وخالفه البعض الآخر، فقال هؤلاء المخالفون: إن وجود الغاية للأخلاق لا يدل على أن الأخلاق تتغير وتتبدل، ولا يدل كذلك على عدم وجود قدسية تكون موضع احترام الناس، حتى إن بعض هؤلاء أمثال "جون ديوي" قد ادعى وحدة الوسيلة مع الغاية في الأخلاق، من حيث عدم إمكانية انفصال إحداهما عن الأخرى٢.

وإذا كانت للأخلاق غاية بناء على رأي الاتجاه الأول فما هذه الغاية؟ يقولون: إن الغاية من الأخلاق هي السعادة، وأما الاتجاه الثاني فيرى أنه وإن لم يكن للأخلاق غاية فإنها تؤدي إلى حال من السعادة بطبيعتها، ومن هنا نرى أن


١ القيم الأخلاقية، دكتور عادل العوا ص ٩٥.
٢ تجديد في الفلسفة، جون ديوي، ترجمة أمين مرسي قنديل، ص ٢٨٣.

<<  <   >  >>