للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٣- العربية جنوب دول المغرب:

لا تقتصر العربية على الدول التي توصف اليوم بأنها من الدول العربية،* فانتشار اللغة العربية في موريتانيا لا يكاد يقل عنه في المملكة المغربية. وفي حديثنا عن تعريب المغرب كنا نتناول كذلك منطقة موريتانيا التي تمر بنفس الظروف والموجات البشرية تقريبًا، وعرفت الاختلاط بين العرب والبربر وغيرهم مما أتاح لها نوعًا من التعريب. ولا ينفي هذا أن اللهجات البربرية هي اللغات الأصلية لنصف سكان موريتانيا، فيما يقال، وأن نصف هؤلاء يستطيع التعامل بالعربية والبربرية، أي أن ثلاثة أرباع أبناء موريتانيا يستخدمون العربية لغة أساسية أو لغة تعامل أو لغة دين، رغم أن اللغة الفرنسية هي لغة الدولة الرسمية. ويواجهنا موقف مشابه إذا اتجهنا في المنطقة الممتدة من السنغال ومالي إلى تشاد، فالعربية مستخدمة هناك في مناطق كثيرة تارة لغة أم وأخرى لغة تداول. وتختلف كثافة هذه المناطق العربية من منطقة لأخرى، فالبحث لا يزال قاصرًا على استيعاب القارة الإفريقية لغويًّا. غير أنا نكتفي هنا بملاحظة بارت Barth وناختيجال١ Nachtigal أن العربية منتشرة من شمال السنغال ومنطقة النيجر إلى تمبكتو، ثم من بورنو إلى دارفور، والمنطقة الوحيدة التي ينقطع فيها استخدام العربية هي المنطقة من بورنو إلى تمبكتو.

وأكبر تجمع بشري يستخدم العربية كلغة أم في هذه المنطقة هم ذوو حسان،


١ اعتمدنا في هذا على بحث
G.Kampffmeyer, Materialen Zum Studium der arabischen Beduinendialekte Innerafrikas, in: MSOS II ١٨٩٩ II pp. ١٤٣ – ٢٢١.
* دخلت موريتانيا -في أثناء طبع هذا الكتاب– عضوًا في جامعة الدول العربية وذلك سنة ١٩٧٣.

<<  <   >  >>