للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

ومنها: تكثير طرق الحديث الواحد بسماعه من عدد من الشيوخ في أماكن مختلفة، فقد يوجد في بعض الطرق ما لا يوجد في الطرق الأخرى، والحديث يتقوى بكثرة الطرق. قال الإمام أحمد بن حنبل: "الحديث إذا لم تجمع طرقه لم تفهمه، والحديث يفسر بعضُه بعضاً" (١) .

ثانياً: عُني المحدثون بسلاسل الأسانيد وأصبحت معروفة لديهم، فميزوا بين مراتبها، وحفظوا أحاديثها، فمن رام إدخال حديث فيها ليس منها كشفوا أمره، ووجهوا سهام النقد إليه، ولم تقتصر عنايتهم على سلاسل الأحاديث الصحيحة، بل عُنوا أيضاً بسلاسل الأحاديث الضعيفة والموضوعة فحفظوها؛ خشية أن تختلط بالأحاديث الصحيحة، فاستطاعوا بذلك التمييز بين الصحيح والسقيم، وحفظ الله عز وجل السنة النبوية بتلك الجهود المباركة، فمن ذلك على سبيل التمثيل:

١ ـ أصح الأسانيد (٢) مثل:

مالك، عن نافع، عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما. ومحمد بن سيرين، عن عَبيدة السلماني، عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه.

٢ ـ الأسانيد التي لا يثبت منها إلا شيء يسير، مع أنه قد روي بها أكثر من ذلك (٣) مثل:


(١) انظر: المصدر السابق: (٢/٢١٢)
(٢) انظر: معرفة علوم الحديث للحاكم: (ص٥٣-٥٦) ، وعلوم الحديث لابن الصلاح: (ص٨٤-٨٦) ، وكتاب تقريب الأسانيد وترتيب المسانيد لأبي الفضل عبد الرحيم العراقي: (ص٤-٦) ، والجدير بالذكر أن أسانيد الأحاديث المجموعة في هذا الكتاب كلها معدودة في أصح الأسانيد.
(٣) انظر: شرح علل الترمذي لابن رجب: (٢/٧٣٢-٧٥١) .

<<  <   >  >>