للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

ومن أبرز النقاد في هذه الفترة الأعمش سليمان بن مهران (١٤٨?) الذي كان يجلس في طريق الطلبة. حتى إذا مروا عليه سألهم عن الشيوخ الذين سمعوا منهم، فيوثق مَنْ كان ثقة، ويحذرهم من غير الثقات (١) .

اتسع علم الرجال في هذا العصر أكثر فأكثر حتى ليعد المرحلة التأسيسية الناضجة له، حيث بدأت تعقد المجالس الخاصة به، واشتهر علماء ونقاد كبار متضلعون في الحديث متناً وسنداً يُسألون عن الحديث ورجاله كهشام الدستوائي (١٥٤?) وعبد الرحم?ن الأوزاعي (١٥٦?) وسفيان الثوري (١٦١?) ومالك بن أنس (١٧٩?) ، الذي كان إلى جانب الإمام شعبة بن الحجاج (١٦٠?) من أكثر النقاد بحثا عن المحدثين وأغزرهم تتبعا لأحوال الرواة، حيث عُدّ الإمام شعبة: "أول من تكلم في الرجال" (٢) . وأول من فتش بالعراق عن أمر المحدثين وجانب الضعفاء والمتروكين وصار عَلماً يقتدى (٣) . وحتى وُصف بأنه "كان أمة وحده في هذا الشأن، يعني في نقد الرجال وبصره بالحديث وتثبته وتنقيته للرجال" (٤) .


(١) انظر كتاب تحذير الخواص من أحاديث القصاص، وكتاب تهذيب التهذيب ٤/٢٢٣، وبحوث في تاريخ السنة ص ٣٣.
(٢) التهذيب ٤/٣٤٥.
(٣) المصدر نفسه.
(٤) المصدر نفسه، ٤/٣٤٤، وتاريخ بغداد ٩/٢٣٣.

<<  <   >  >>