للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وتتلخص الخصائص التي تبرهن على أن القرآن من عند الله في أمور ثلاثة. (١)

أولاً: إعجاز القرآن.

ثانياً: نبوءات القرآن.

ثالثاً: القرآن والكشوف الحديثة.

وهذا التقسيم يوافق قول ابن القيم " وقد عدد العلماء وجوها من الإعجاز غير ما ذكرناه الأَوْلَى أن تعد من خصائصه. (٢)

وعلى هذا يترجح أن تكون الثوابت التي هي من لوازم النص القرآني في كل آياته وفى كل عصر، هي المعتبرة في وجه الإعجاز، وما عدا ذلك يعد من خصائص القرآن الكريم.

فمن حيث نبوءات القرآن لا نجد غير القرآن الكريم ما تحققت نبوءاته حرفا حرفا، والنبوءات لا شك تبدأ من القرآن أولا، لا من الواقع ثم يصدق الواقع النبوءات فيما بعد، فمثلا في قوله تعالى: {سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ} " (القمر ٤٥) هذه نبوءة قبل وجود الجمع حتى قال بعضهم متعجبا: أي جمع هذا، ثم تحقق الوعد للمسلمين والوعيد للكافرين - واستبان للمتعجب أي جمع قصد إليه القرآن يوم وعدهم بالنصر، وكل الآيات التي أطلق عليها أنها آيات علمية والتي أبانت عن مضمونها اكتشافات علمية أو ظواهر كونية، إنما برز المعنى في خارج القرآن ثم استفيد من الخارج المعنى الذي أضفى منه على هذه الآيات، ولذلك يقول الله تعالى" {سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ} " ولذا لا تدخل هذه الآيات في إطار الإعجاز وإن دخلت في جملة البراهين على أن القرآن من عند الله.


(١) الإسلام يتحدى لوحيد الدين خان طـ دار البحوث العلمية صـ١٢٣،١٢٧، ١٣٨.
(٢) الفوائد المشوق إلى علم القرآن وعلم البيان لابن القيم صـ٢٥٥.

<<  <   >  >>