للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وقد سبق القول بأن هناك اختلافا بين خصائص القرآن الكريم وإعجازه وإن كان الأمران برهانين على أن القرآن كلامُ الله تعالى أنزله على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم.

ومن عجيب أمر هذا الكتاب نزوله منجما حسب أحداث سني نزوله، ويأتي ترتيبه على غير ترتيب النزول، ومع هذا لم يكن أولُه نزولا بأقل في البلاغة والبيان من آخره، لذا تجد نظمه من فاتحته إلى خاتمته غاية في الجمال، وهذا لا يتأتى مثله لأحد، ولا يبلغ مداه مهما فصح لسانه وبلغ بيانه متكلمٌ.

وهو كتاب هداية، يعالج في عَرْضِه كل ما يعرض للنفس وما يعتريها، ومع هذا فغايته واحدة نلقى عليها بعضا من الضوء في المبحث التالي.

<<  <   >  >>