للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يعني من أب وأم {فَلَهَا نِصْفُ مَا تَرَكَ} ١ فكل من مات عن ورثة ولم يخلف فيهم أبا ولا ولدا فهو كلالة والكلالة في هاتين الآيتين الميت لا الوارث وقد يقال للورثه الذين يرثون الميت وليس فيهم أب ولا ولد كلالة أيضا الا ترى أن جابر بن عبد الله قال مرضت فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم وقلت إني رجل لا يرثني الا كلالة٢ فجعل الكلالة ورثته فأما الآيتان فالكلالة فيهما الموروث لا الوارث وهذه آيه غامضه وقد أوضحت لك من غامضها وجملة تفسيرها ما يقف بك على تفهمها إن شاء الله.

قال الشافعي: "وأكثر ما تعول به الفريضه ثلثاها". أصل العول الارتفاع والميل فالفريضه لما ارتفع حسابها عن أصلها وزادت على جذرها سميت عائله يقال عال الميزان يعول عولا إذا شال ومال قال أبو طالب يتميز وإن صدق لا يعل شعيرة له شاهد من نفسه غير عائل. ومعنى قوله إن أكثر ما تعول به الفريضه ثلثاها إنها ترتفع من السته إلى العشرة فالأربعة الزائدة على الستة ثلثا السته ويقال عالني الشيء يعولني أي غلبني ومنه قولهم عيل صبره أي غلب صبره وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال: "يقسم المال بين أهل الفرائض فما بقي فهو لاولى رجل ذكر" ٣ أراد لاقرب رجل من ذكران الورثه إلى الميت والولاء والقرب٤ وليس قوله لاولى من قولهم هو أولى بهذا من فلان أي أحق.


١- سورة النساء الآية ١٧٦.
٢- انظر البخاري "٥٦٥١ – كتاب المرضى – باب عيادة المغمى عليه" ومسلم "١٦١٦ / ٥" وأبو داود "٢٨٨٦" والترمذي "٢٠٩٧" وتفسير النسائي برقم "١٥٤" وهامشه رواية جابر
٣- متفق عليه: من حديث عبد الله بن العباس رضى الله عنهما وانظر تخريجه في "الإرواء" برقم "١٦٩٠".
٤- فراغ بالمخطوطة مقدار كلمة. لعلها: "واحد".

<<  <   >  >>