كتاب الزاهر في غريب ألفاظ الشافعي

[باب في القسامة]

يقال: قتل فلان بالقسامة وودى بالقسامة وذلك إذا اجتمعت الجماعة من أهل القتيل فادعوا قبل رجل انه قتل صاحبهم ومعهم دلائل جون البينه فحلفوا خمسين يمينا أن المدعي عليه قتل صاحبهم فهؤلاء الذين يقسمون على دعواهم هم القسامه سموا قسامه بالاسم الذي اقيم مقام المصدر من اقسم وقسما وقسامه

وفي حديث حويصه ومحيصه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إما أن يدوا صاحبكم وإما أن يؤذنوا بحرب" ١، أي يعلموا بنقضنا العهد بيننا وبينهم واقتبالنا الحرب معهم يقال آذنته بكذا أي أعلمته.

واللوث: البينه الضعيفه غير الكاملة ومنه قيل للرجل الضعيف العقل الوث وفيه لوثة أي حماقة والولث: العهد الضعيف أيضا ومنه قولهم ولثتنا السماء ولثا أي أمطرتنا مطرا ضعيفا

وقتل الخطأ مأخوذ من أخطأ يخطئ أخطاء وخطأ مهموز مقصور إذا لم يتعمد الجنايه فان تعمد الاثم قيل خطئ يخطأ خطئا وأما الخطأ بفتح الخاء فانه اسم وضع موضع المصدر قال الله عز وجل: {إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئاً كَبِيراً} ٢ فهذا هو العمد وقال الله عز وجل: {وَمَنْ قَتَلَ مُؤْمِناً خَطَأً} ٣ فهذا من أخطأ واحدهما ضد الاخر والخاطئ المذنب والمخطئ الذي لم يصبه.

١ متفق عليه: أخرجه البخاري ومسلم ٣/١٢٩٤- ١٢٩٥. من حديث سهل بن أبي حثمة.
٢ سورة افسراء، الآية ٣١.
٣ سورة النساء، الآية ٩٢.