للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال أبو منصور: ويكون الكفر بمعنى البراءه كقول الله عز وجل: حكاية عن الشيطان: {إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ} ١ أي تبرأت

وأما الكفر الذي هو دون ما فسرنا فالرجل يقر بالتوحيد والنبوه ويعقتدهما وهو مع ذلك يعمل اعمالا بغير ما انزل الله من السعي في الأرض بالفساد وقتل النفس المحرمه وركوب الفواحش ومنازعة الامر اهله وشق عصا المسلمين والقول في القرآن وصفات الله تعالى بخلاف ما عليه أئمة المسلمين واعلام الهدى والراسخون في العلم بالتأويلات المستكرهه واعتماد المراء والجدل واقصر قولي فيهم على هذا المقدار وآكل امرهم إلى الله عز وجل.

وأما كفر الذي يعطل الربوبيه وينكر الخالق سبحانه وتعالى عما قالوا فانه يسمى دهريا وملحدا وإذا ارادوا معنى السن قالوا دهرى والذي يقول الناس زنديق فان أحمد بن يحيى زعم ان العرب لا تعرفه قال ويقال زندق وزندقي إذا كان بخيلا وروى عن عطاء انه قال كفر دون كفر وفسق دون فسق وظلم دو ظلم وهو كما قال.

قال الشافعي: ولا يسبي للمرتدين ذرية، يعني صعار اولادهم واختلف أهل العربيه في تسميتهم ذريه فقال بعضهم اصلها ذرميه فترك فيها الميم وقال بعضهم اصلها فعليه من الذر لان الله تعالى اخرج الخلق من صلب آدم كالذر واشهدهم على انفسهم {أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى} ٢. قال بعض النحويين ذرية كان في الأصل ذروره على وزن فعلوله ولكن التضعيف لما كثر ابدلوا من الراء الاخيره ياء فصارت ذرويه ثم ادغمت الواو في الياء فصارت ذريه.


١ سورة إبراهيم، الآية ٢٢.
٢ سورة العراف، الآية ١٧٢.

<<  <   >  >>