للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

اشعث مضروب القفا موقود

...

فيه بقايا رمة التقليد١

قال: ونظر النبي صلى الله عليه وسلم إلى رجل قد وضع عينه على ثقب باب داره وفي يده مدرى يحك بها رأسه. والمدرى: الحديدة التي يدري بها الشعر أي يسوى ويلوي بها الشعر ويحك بها الرأس ايضا ويشبه بها قرن البقره الوحشيه ويقال لها مدريه قال الشاعر:

تتقى الريح بمدرية

...

كالحماليج بأيدي التلام٢

الحماليج منافخ الصاغة

وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "البئر جبار والمعدن جبار والعجماء جرحها جبار" ٣ فأما البئر فهي الركية العادية بالعلاء يطيح فيها الإنسان فيموت فدمه هدر باطل وكذلك المعدن ينهاد٤ على حافره فيقتله فدمه هدروالعجماء البهيمه تنفلت فتصيب انسانا في انفلاتها فتقتله فدمه هدر.

والنفش بالتحريك الفاء: أن ينتشر الابل بالليل فترعى وربما رعت مزارع الناس فأفسدتها وقد أنفشتها إذا أرسلتها ليلا ترعى وهي إبل نفاش قال الله عز وجل: {إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ} ٥ أى رعت في الحرث ليلا وأما النفش ساكن الفاء فهو نفش الصوف.


١ انظر: ديوانه ١٥٥، والشعر والشعراء ٤٣٨- ٤٣٩ والسمط ١/٨١- ٨٢ وهامشه.
٢ البيت للطرماح يصف بقرة انظر: ديوانه ١٠٠، واللسان تلم، وتأويل مشكل القرآن ٣٠٧، والمعاني الكبير ٢/٧٦٤، ٧٩١، ونوادر المخطوطات ١/٢٢٣.
التلام: أراد التلاميذ يعني: غلمان الصاغة والمدرية: القرون..
٣ متفق عليه: اخرجه البخاري ومسلم ٣/١٣٣٥، من حديث أبي هريرة مرفوعا به.
٤ النهد: الشيء المرتفع.
٥ سورة الأنبياء، الآية ٧٨.

<<  <   >  >>