للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

خاتمة مما سبق يتضح جلياً أن الحوار يستمد مشروعيته من القرآن الكريم نفسه الذي حكى كثيراً من الحوارات على سبيل التعليم والموعظة ابتداءً بحوار الله تعالى نفسه مع الملائكة حول خلق آدم: {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ} ومروراً بحوارات الرسل مع أقوامهم، وانتهاءً بحوارات الرسول الخاتم صلى الله عليه وسلم مع اليهود والنصارى.

وللمسلمين حوارات كثيرة مع غيرهم من أهل الكتاب، ومع الفرق المبتدعة سجلتها كتب الفرق وكتب الحوار والخلاف والجدل الكثيرة التي حفل بها التاريخ الفكري للحضارة الإسلامية، كما امتلأت كتب المذاهب الفقهية الإسلامية أيضاً بحواراتها مع بعضها الآخر حول الكثير من قضايا أصول الفقه وفروعه.

<<  <   >  >>