للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وبين رجل من اليهود خصومة فقال اليهودي: نتحاكم إلى محمد. عرف أنه لا يأخذ الرشوة ولا يميل في الحكم، وقال المنافق: نتحاكم إلى اليهود. لعلمه أنهم يأخذون الرشوة ويميلون في الحكم فاتفقا على أن يأتيا كاهناً من جهينة فيتحاكما إليه فنزلت: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ} [النساء: ٦٠] . وقيل: نزلت في رجلين اختصما فقال أحدهما: نترافع إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وقال الآخر: إلى كعب بن الأشرف ثم ترافعا إلى عمر ثم ذكر له أحدهما القصة فقال للذي لم يرض برسول الله صلى الله عليه وسلم: أكذلك؟ قال: نعم، فضربه بالسيف فقتله١.

فيارب يسر صولة عمرية

... لنا كي يمضي الوحي في الناس شائعاً

ويردع من يبغي الجهالة حكمها ... ولم يك للوحيين في الحكم سامعا

فكم من ترى في زي علم وهمة ... يصد عن الوحيين في الدين بادعا

فلا لكتاب الله يصغي سماعه ... ولا للذي قال الرسول مطاوعا

فيا رب عجل بالذي ينصر الهدى ... بآياتك الفصحى سيوفاً قواطعا

كما كان في وقت الرسول محمد ... عليه صلاة الله ما البدر لا معا


١ علقه الواحدي في أسباب النزول (ص ١٠٧- ١٠٨) والبغوي في معالم التنزيل (١/٥٥٢) عن الكلبي عن أبي صالح باذام عن ابن عباس.

<<  <   >  >>