للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

شرح الباب ٦٣

باب ما جاء في بيان الإقسام على الله وإثمه وعقوبته

أما بيانه وعن جندب بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "قال رجل: والله لا يغفر الله لفلان، فقال الله عز وجل: من ذا الذي يتألى عليّ أن لا اغفر لفلان إني قد غفرت له وأحبطت عملك". رواه مسلم١.

وأما إثمه وعقوبته قوله: وأحبطت عملك كفى به إثماً وعقوبة، فالمؤمن ما يفعل فعلاً ولا يقول قولاً إلا وينظر هل هو شرعي أو لا، وإن لم ينظر فلابد أن يغفل ويقع في هذا الخطر وأمثاله كما صلى الله عليه وسلم: "إن الرجل يتكلم بالكلمة من سخط الله ما كان يظن أن تبلغ ما بلغت يكتب الله بها سخطه إلى يوم يلقاه". رواه الترمذي٢. وصححه.

وعن أبي هريرة مرفوعاً: "أن العبد يتكلم بالكلمة من سخط الله ما يتبين فيها يزل بها إلى باب النار أبعد مما بين المشرق والمغرب"، أخرجه الشيخان في صحيحهما٣.

وفيه تنبيه على أن الرجل قد يغفر له بسبب هو أكره الأمور إليه.


١ أخرجه مسلم (٢٦٢١) من حديث جندب.
٢ أخرجه الترمذي (٢٣١٩) وابن ماجه (٣٩٦٩) من حديث بلال بن الحارث.
٣ أخرجه البخاري (١١/٣٠٨) ومسلم (٢٩٨٨) من حديث أبي هريرة.

<<  <   >  >>