للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

٢٨- باب ما جاء في التطير

وقول الله تعالى: {أَلا إِنَّمَا طَائِرُهُمْ عِنْدَ اللَّهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ} ١.

......................................................................................................................

قوله: "باب ما جاء في التطير ".

أي من النهي عنه والوعيد. والطيرة بكسر الطاء، وفتح الياء وقد تسكن اسم مصدر من تطير طيرة، وأصله التطير بالسوانح والبوارج من الطير والظباء وغيرهما، وكان ذلك التطير يصدهم عن مقاصدهم، فنفاه الشرع وأبطله وأخبر أنه لا تأثير له في جلب نفع ودفع ضر. قال المدائني: سألت رؤبة بن العجاج قلت: ما السانح؟ قال: ما ولاك ميامنه، قلت: فما البارح؟ قال: ما ولاك مياسره، والذي يجيء من أمامك هو الناطح والنطيح، والذي يجيء من خلفك هو القاعدة والقعيد.

قوله: "وقول الله تعالى: {أَلا إِنَّمَا طَائِرُهُمْ عِنْدَ اللَّهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ} ٢ وذكر تعالى هذه الآية في سياق قوله: {فَإِذَا جَاءَتْهُمُ الْحَسَنَةُ قَالُوا لَنَا هَذِهِ} ٣ أي نحن الجديرون والحقيقون به ونحن أهله "وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ" أي بلاء وقحط " يَطَّيَّرُوا بِمُوسَى وَمَنْ مَعَهُ" فيقولون: هذا بسبب موسى وأصحابه أصابنا بشؤمهم. فقال تعالى: {أَلا إِنَّمَا طَائِرُهُمْ عِنْدَ اللَّهِ} ٤. قال ابن عباس: طائرهم ما قضى عليهم وقدر لهم. وفي رواية: شؤمهم عند الله ومن قبله. أي إنما جاءهم الشؤم من قبله بكفرهم وتكذيبهم بآياته ورسله.

قوله: "وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ" أي أن أكثرهم جهال لا يدرون، ولو فهموا وعقلوا لعلموا أنه ليس فيما جاء به موسى - عليه السلام - إلا الخير والبركة والسعادة والفلاح لمن آمن به واتبع قوله.


١ سورة الأعراف آية: ١٣١.
٢ سورة الأعراف آية: ١٣١.
٣ سورة الأعراف آية: ١٣١.
٤ سورة الأعراف آية: ١٣١.

<<  <   >  >>