للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

١- الغربي؛ ولذلك هم يشنون هجمات عنيفة على العلوم الإسلامية (١) .

كذلك كان للعلامة السيد سليمان الندوي دراسة واعية لكتابات المستشرقين؛ لأنه درس الاستشراق والمستشرقين دراسة عميقة (٢) .

وأنا أذكر بعض الأمثلة لردهما على دراسات المستشرقين:

١- ذكر العلامة شبلي تاريخ مكة المكرمة في كتابه، وأثبت بأدلة أنها كانت مسكن إسماعيل - عليه السلام - وردَّ في خلال هذا البحث على رأي المستشرق مارجوليوس (MARJOLIOS) الذي ادعى أن مكة ليس لها تاريخ قديم، كما يقوله المسلمون. وهذه الدعوى لا أساس لها، فأورد شبلي أدلة قاطعة على إبطال رأي هذا المستشرق بأقوال المستشرقين أنفسهم مثل دوزي وكارلائل، وأثبت أن مكة هي أقدم وأشرف مركز للعبادة في الدنيا (٣) .

٢- ذكر شبلي سلسلة نسب النبي صلى الله عليه وسلم إلى معد بن عدنان وقال: هكذا في صحيح البخاري (٤) ، ولكن ذكر البخاري في تاريخه من عدنان إلى إبراهيم عليه الصلاة والسلام، ثم ذكر أن لسيدنا إسماعيل عليه السلام اثني عشر ولداً، هم مذكورون في التوراة أيضاً، منهم: قيدار، وانتشر أولاده في الحجاز، ومن أولاده كان عدنان، والنبي صلى الله عليه وسلم كان منه.

ثم ذكر اختلاف المؤرخين في بيان سلسلة نسبه صلى الله عليه وسلم منه إلى عدنان قيل: عشر وسائط، وقيل: أكثر، وقيل: أقل. قال شبلي: "لو قبلنا


(١) انظر: "سيرة النبي" (١/٧١) .
(٢) انظر: مقال السيد سليمان الندوي في مجلة "الندوة" ديسمبر ١٩١١م. وما رد به على آرائهم في السيرة النبوية.
(٣) انظر: "سيرة النبي" (١/١٤٩) .
(٤) "صحيح البخاري" باب مبعث النبي صلى الله عليه وسلم (٤/٢٣٨) .

<<  <   >  >>