للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وكان يسميها: "الصادقة"، وهي تضم ألف حديث، كما ذكر ذلك ابن الأثير في "أسد الغابة" (١) ، وقد آلت هذه الصحيفة إلى حفيده عمرو ابن شعيب الذي كان يحدث منها أحياناً (٢) ، وقد كان ابن عمرو يفتخر ويعتز بها، حتى قال: "ما يرغبني في الحياة إلا الصادقة والوهط: فأما الصادقة فصحيفةٌ كتبتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأما الوهط فأرضٌ تصدَّق بها عمرو بن العاص كان يقوم عليها"، وقد كان رضي الله عنه شديد الحرص والمحافظة عليها. قال مجاهد بن جبر –رحمه الله تعالى-: أتيت عبد الله بن عمرو، فتناولتُ صحيفةً من تحت مفرشه، فمنعني. قلت: ما كنت تمنعني شيئاً. قال: "هذه الصادقة، هذه ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم، ليس بيني وبينه أحدٌ، إذا سلمت لي هذه وكتاب الله تبارك وتعالى والوهط، فما أبالي ما كانت عليه الدنيا" (٣) .

٣.كتاب سعد بن عبادة الأنصاري رضي الله عنه، سيد الخزرج: كان يكتب في الجاهلية -كما ذكر ذلك ابن سعد في "الطبقات" (٤) - ويبدو أنه كتب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كتباً، روى منها بعض أحفاده حديثاً واحداً


(١) ٣: ٣٤٩.
(٢) قال الدكتور محمد عجاج الخطيب في كتابه: " السنة قبل التدوين": ٣٤٩: عدد أحاديث عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، وهي أحاديث الصادقة –كما هو المرجح– (٤٣٦) حديثاً بما فيه المكرر عند الإمام أحمد وفي السنن الأربعة، فقد يكون حكم ابن الأثير مبنياً على أن جميع ما روي عن ابن عمرو هو الصادقة، وليس ببعيد.
(٣) انظر: "طبقات ابن سعد" ٢: ٣٧٣، "سنن الدارمي" ١: ١٠٥: ح ٥٠٢، "تقييد العلم" ٨٤، "جامع بيان العلم" ١: ٨٦، " تهذيب الكمال " ٢٢: ٧٢، " تهذيب التهذيب" ٨: ٤٨، ٤٩، "دراسات في الحديث النبوي وتاريخ تدوينه" ١: ١٢١.
(٤) ٣: ٦١٣.

<<  <   >  >>