للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

أوجب طاعة رسوله صلى الله عليه وسلم؛ لأنه مبيِّن للناس ما أنزل إليهم، قال الشاطبي: "فإذا عمل المكلف وفق البيان أطاع الله فيما أراد وأطاع رسولَه في مقتضى بيانه، ولو عمل على مخالفة البيان عصى الله تعالى في عمله على مخالفة البيان، إذ صار عمله على خلاف ما أراد بكلامه وعصى رسوله في مقتضى بيانه" (١) .

وسأتناول الحديث عن هذين الأمرين وهما وجوب طاعةِ الرسول صلى الله عليه وسلم، وبيان أن الرسول صلى الله عليه وسلم هو الذي بيَّن للناس ما نُزِّل إليهم.

(١) وجوب طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم:

فرض الله سبحانه وتعالى طاعة رسوله صلى الله عليه وسلم، وورد الأمر بها في القرآن الكريم على وجوه كثيرة تختلف باختلاف أحوال المخاطبين ومشاربهم ونياتهم، فمنهم اليهودي الذي يحتاج إلى كثرة الأدلة، والمنافق الذي يحتاج إلى أسلوب التهديد، والمؤمن الذي يقبل الأمر ويعرف هداية الله من أقرب طريق. وقد سلكت آيات القرآن الكريم في بيان ذلك مسلكاً مناسباً ونهجت منهجاً حكيماً:

١- فقد دلت مرة على وجوب طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم، بالأمر بالإيمان بالرسل "وهذا يستلزم وجوب طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم، من ذلك قوله تعالى: {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ


(١) الموافقات (١٩:٤) .

<<  <   >  >>