للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

حجاجاً وعماراً أو مسافرين، ولم ينقل عن أحد منهم أنه تحرى الصلاة في مصليات النبي صلى الله عليه وسلم.

ومعلوم أن هذا لو كان عندهم مستحباً لكانوا إليه أسبق، فإنهم أعلم الناس بسنته، واتبع لها من غيرهم، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة" (١) ، وتحري هذا ليس من سنة الخلفاء الراشدين، بل هو مما (٢) ابتدع، وقول الصحابي إذا خالفه نظيره ليس بحجة. فكيف إذا انفرد (٣) به عن جماهير الصحابة؟


(١) أخرجه الإمام في "المسند": (٤/١٢٦و١٢٧) ، وأبو داود في "السنة" باب
في لزوم السنة: (ح/٦٤٠٧) ، والترمذي أبواب العلم باب ما جاء في الأخذ بالسنة
واجتناب البدعة: (ح/٢٦٧٦) وقال: "حديث حسن صحيح"، وابن ماجه في
"المقدمة"باب اتباع سنة الخلفاء الراشدين المهديين: (ح/٤٢و ٤٣و ٤٤) ،
والدارمي: (١/٤٤) ، وابن جرير في "جامع البيان": (١٠/٢١٢) ، البغوي
في "شرح السنة": (ح/١٠٢) وقال: "حديث حسن"، وابن حبان كما في
"الإحسان": (١/١٠٤) ، الحاكم في "المستدرك": (١/٩٥و ٩٦و ٩٧) وقال:
"صحيح ليس له علَّة". ووافقه الذهبي، وأبو نعيم في الحلية: (٥/٢٢٠و ٢٢١)
و (١٠/١١٤و ١١٥) وقال: "حديث جيد من صحيح الشاميين"كلهم من حديث
العرباض بن سارية.
قال ابن كثير في "تحفة الطالب": " ... وصححه أيضاً الحافظ أبو نعيم
الأصفهاني، والدغولي وقال شيخ الإسلام الأنصاري هو أجود حديث في أهل الشام
وأحسنه". انظر ص ١٦٣: (ح/٤٦) .
(٢) في (الأصل) : "ممن"ثم كتب في هامش الأصل: "مما" وفوقها حرف "خ" والمثبت
هو من: "م" و"ش" و"الاقتضاء".
(٣) في (الأصل) : "تفرد" والمثبت من "م" و "ش" و "الاقتضاء".

<<  <   >  >>