للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى} (١) لا إله إلا الله، وإسلام الوجه هو إخلاص القول (٢) والعمل لله وحده لا شريك له باطناً وظاهراً.

قال أبو جعفر بن جرير (٣) في قوله تعالى: {فَإِنْ حَاجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلَّهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ} : (٤) (أي: انقدت لله وحده بلساني وقلبي وجميع (٥) جوارحي، وإنما خص الوجه (٦) ؛ لأنه أكرم جوارح ابن آدم (٧) فإذا خضع وجهه لله (٨) فقد خضع له الذي هو دونه في الكرامة من جوارح بدنه) انتهى.

وأنت ترى هذا العراقي الجاهل يدعو الناس بشبهاته وضلالاته إلى أن يقصدوا بدعائهم واستغاثتهم عبداً من عباد الله، وذلك العبد يدعو الأمة إلى أن يخلصوا أعمالهم لله ويسلموا له قلوبهم وجوارحهم، رغبة إليه ورهبة منه ومحبة له، وهذا هو التوحيد الذي (٩) دعت إليه الرسل ونزلت به الكتب.

ثم إن هذا الجاهل يقول: (إن هذا الطلب والسؤال الذي يصرف لغير الله، ليس بدعاء بل هو نداء) . فكابر المعقول والمنقول، وقد سمى الله تعالى السؤال والطلب دعاء في


(١) سورة لقمان، الآية: ٢٢.
(٢) سقطت "القول" من: "م" و "ش".
(٣) انظر: (٣/٢١٤) من تفسيره.
(٤) سورة آل عمران، الآية: ٢٠.
(٥) سقطت "وجميع " من: "ش".
(٦) في "تفسير ابن جرير": "..خص جلَّ ذكره بأمره بأن يقول: أسلمت وجهي لله".
(٧) في "تفسير ابن جرير": "..عليه وفيه بهاؤه وتعظيمه".
(٨) في "تفسير ابن جرير": "الشيء..".
(٩) في "ش": "التي"، وهو خطأ.

<<  <   >  >>