للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[أيها الجالس في الحانوت!]

يا أخي الجالس في الحانوت، السلام عليك ورحمة الله وبركاته، وبعد: فهذه كلمات ومشاعر أخوية؛ فأرجو أن تقبلها؛ ولا يصدنك عنها صراحتها؛ فإنها من معين الأخوة خرجت، ومن أجل الله كتبت.

أيها الجالس في الحانوت! هل أيقنت أنك ستموت!.

إن قلت: نعم. قلت لك: وما الدليل؟.

قد تقول: أتصدق.

فأقول لك: وهل أطبت مكسبك؟!. أو هل تورعت عن الحرام وعن الشبهات، قبل التفكير في الصدقات؟!.

وإن قلت: الدليل هو أنني لا أطلب المال لذاته.

أقول لك: وما الدليل أيضا على هذه الدعوى؟. كثير هم الذين يدعون هذه الدعوى، لكن إذا نظرت في سيرتهم وجدت أن الوسيلة قد شغلتهم عن الغاية، أو أن الوسيلة أصبحت في نظرهم غاية؛ فأصبحوا يجمعون المال لذات المال، وينسون يوم المآل؛ فقبح الله أولئك الرجال.

أيها الجالس في الحانوت، إما أن تملك المال، أو يملكك المال!.

أيها الجالس في الحانوت، أعيذك بالله أن لا تكون بائعا يراعي شرف التجارة والبيع الحلال؛ فتتحول إلى لص مخادع يترصد لإخوانه في حانوته!.

أيها الجالس في الحانوت، لا بأس أن تجلس في الحانوت، بل قد يجب.

<<  <   >  >>