للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[رحمه الله، ويرحمه الله!]

دقق بعض الناس في عصرنا حتى خرج عن التدقيق!.

ومن الأمثلة على هذا التدقيق الذي لم يحالفه التوفيق، ما رأيته من بعض الراغبين في الاتباع الذين يتحاشون-وأخشى أنهم يحرمون-كلمة: "رحمه الله"؛ فيستخدمون مكانها: "يرحمه الله"، أو "عليه رحمة الله" دائما!.

لماذا؟. لأنهم يرون الأولى لا تجوز، والثانية تجوز!.

فعجبت، وقلت: هذا خطأ علينا-إن شاء الله-لا يجوز"١"!.

وكيف يمر علينا مثل هذا ونحن نحتكم إلى الكتاب والسنة، ملتمسين فقه نصوصهما الفقه السديد، بإذنه تعالى.

وبالتتبع للروايات الواردة-المرفوعة والموقوفة-يتبين أن كلا من الكلمتين جائز؛ لأن كلا منهما وارد، وكلا منهما معناه الدعاء، ولا فرق.

فإن قال قائل: "رحمه الله" خبر، أما: "يرحمه الله" فإنشاء.

قلت معاني اللغة تأبى عليك أن تفسرها كما تشاء. والصحيح أن كلا من العبارتين تأتي خبرا، كما أنها تأتي إنشاء؛ وذلك بحسب نية المتكلم، وبحسب القرائن في الكلام.

ويقطع هذا النزاع ورود اللفظتين عن الرسول صلى الله عليه وسلم، وليس لأحد بعده مجال للزيادة أو النقص.


"١" "يجوز" هنا، ليس بمعنى "يجوز" التي قبلها، وإنما معناها: يمر.

<<  <   >  >>