للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بالهزل، من تركه من جبار قصمه الله، ومن ابتغى الهدي في غيره أضله الله، وهو حبل الله المتين وهو الذكر الحكيم وهو الصراط المستقيم وهو الذي لا تزيغ به الأهواء ولا تلتبس به الألسنة ولا تشبع منه العلماء، ولا يخلق على كثرة الرد ولا تنقضي عجائبه، من قال به صدق ومن عمل به أجر، ومن حكم به عدل ومن دعا إليه هدي إلى صراط مستقيم" ١.

إن حفظ القرآن الكريم يقوم عمليا على مبدأ التلاوة الكثيرة، وعلى تكرار المحفوظ آناء الليل وآناء النهار، مدى الحياة، وهذا الوجه في حد ذاته مكرمة لا يعطاها إلا المجتبون الأخيار وقليل ما هم.

ثم إن الأثر الحميد لا يقتصر على التالي وحده، بل يشركه خلق من خلق الله ... قرأ رجل سورة الكهف وإلى جانبه حصان مربوط بشطنين "أي: حبلين" فتغشته سحابة "أحاطت به" فجعلت تدنو وتدنو، وجعل فرسه ينفر فلما أصبح أتى النبي صلى الله عليه وسلم، فذكر ذلك له، فقال: تلك السكينة تنزلت بالقرآن٢.


١ أخرجه الترمذي٤/٢٤٥ كتاب فضائل القرآن، باب ما جاء في فضل القرآن.
٢ متفق عليه: البخاري٤/١٩١٤ فضائل القرآن باب فضل سورة الكهف عن البراء بن عازب ـ رضي الله عنه ـ ومسلم ١/٥٤٨ صلاة المسافرين باب نزول السكينة لقراءة القرآن.

<<  <   >  >>