للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[الإنسان في رحاب الإيمان]

١- إن من يتقصَّى بالدرس والتحليل أثر الإيمان في النفس الإنسانية، تحليةً لها بأنبل الصفات وأكرم الأخلاق، وتخليةً لها عن الشر والفساد والانحراف، يَبْهَرُهُ -ولاشك- سر هذا الإيمان وصنعه العجيب.. فهو إلى جانب تطهيره للنفس، وإنماء معاني الخير فيها، وعلاج ما يعتريها من علل، وما يلم بها من تغير، تلك الذخيرة الحية التي لا تنفد، في مدها الإنسان بالقوة والصبر، والطمأنينة والأمل في معركة الحياة التي يحتدم فيها الصراع بين الخير والشر، والحق والباطل، وما يُسْعِدُ المرء وما يشقيه.. وحين ينأى الإنسان عن نبع الإيمان العذب الغزير يعيش في ظلمأ دائم، وحين ينصرف عن نوره الوضاء يضل في ظلام الحياة، ومن عاش في ظمأ وظلام لا يرجى له أن ينعم بحياة هادئة هانئة، أو يقطع رحلة العمر في أمن واطمئنان، ويبلغ النهاية الطيبة والمصير الحسن.. إنه حين يفقد وقود الإيمان، تُشَلُّ فيه قوى الحركة الخيِّرة، وينعدم في ذاته عنصر الثبات والاستقرار، ويفترسه القلق والاضطراب.. وتتحكم به ردود الفعل، وتنقله دوامة الأحداث من سعادة موهومة يتعلق بها، إلى شقاء مرير يمزقه فينهار وييأس.. وقد صوَّر الله عز وجل حقيقة هذا النموذج الخاسر بقوله:

<<  <   >  >>