للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ح- أهم ما صنف في ناسخ الحديث ومنسوخه: ١

١- الاعتبار في الناسخ والمنسوخ من الآثار:

للإمام الحافظ النسابة أبي بكر محمد بن موسى الحازمي الهمذاني "٥٤٨ - ٥٨٤هـ" وهذا الكتاب من أجمع ما صنف في بابه، رتبه على الأبواب الفقهية، وذكر في كل باب الأحاديث التي ظاهرها التعارض، وبين أقوال العلماء فيها، والناسخ والمنسوخ منها، وكثيرًا ما يدلي برأيه، ويرجح قولًا على آخر، وقد صدر كتابه بمقدمة علمية قيمة عن نشأة هذا العلم، وفي أصول الترجيح ودرجاته، طبع الكتاب مرارًا، ومن أجود الطبعات تلك التي حققها الشيخ راغب الطباخ الحلبي رحمه الله، طبعت في حلب سنة "١٣٤٦هـ".


١ النسخ عند الأصوليين هو رفع الشارع حكمًا شرعيًا بدليل شرعي متراخ عنه؛ فعلم ناسخ الحديث ومنسوخه هو العمل الذي يبحث في الأحاديث المتعارضة التي لا يمكن التوفيق بينها من حيث الحكم على بعضها بأنه ناسخ وعلى بعضها الآخر بأنه منسوخ؛ فما ثبت تقدمه منسوخًا، وما ثبت تأخره كان ناسخًا. وهذا العلم جليل ومن أهم ما يجب على الفقيه معرفته؛ إذ لا يمكنه استنباط الأحكام من أدلتها الشرعية من غير أن يعرف الأدلة الناسخة والمنسوخة. وقد صنف فيه العلماء في مطلع القرن الثاني؛ فلقتادة بن دعامه السدوسي "٦١ - ١١٨" مؤلف، ولأبي بكر أحمد بن الأثرم "٢٦١هـ" مؤلف باسم ناسخ الحديث ومنسوخه، وغير ذلك مما ظهر قبل الإمام الحازمي انظر كتابنا أصول الحديث ص٢٨٩.

<<  <   >  >>