للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[أهم ما صنف في تراجم الرواة وكناهم والقابهم]

[مدخل]

...

ل- أهم ما صنف في تراجم الرواة وكناهم وألقابهم: ١


١ إن معرفة الرجال في علوم الحديث أمر هام جدا؛ ذلك لأن علم الحديث يتناول دراسة السند والمتن، ورجال السند هم رواة الحديث؛ فهم موضوع علم الرجال، الذي يكون أحد جانبي علم الحديث، فلا عجب إذا من اهتمام علماء المسلمين بهذا العلم اهتماما كبيرًا. وعلم رجال الحديث ينقسم إلى علمين عظيمين: علم تاريخ الرواة، وعلم الجرح والتعديل؛ فعلم تاريخ الرواة هو العلم الذي يعرف برواة الحديث من الناحية التي تتعلق بروايتهم للحديث؛ فهو يتناول بالبيان أحوال الرواة، يذكر تاريخ ولادة الراوي ووفاته، وشيوخه، وتاريخ سماعه منهم ومن روى عنهم، وبلادهم ومواطنهم، كما يذكر رحلات الرواة، إلى البلاد المختلفة لسماع الشيوخ وغير ذلك مما له صلة بأمور الحديث، ومنهم من صنف فيه تحت عنوان "وفيات الرواة" وغير ذلك، وقد يتعرض أحيانًا لذكر حال الراوي من القبول والرد. وقد أطلق المتقدمون على هذا العلم أسماء مختلفة كعلم التاريخ، وتاريخ الرواة، ومنهم من صنف فيه تحت عنوان وفيات الرواة وغير ذلك، ومعظم المصنفين بعد القرن الخامس يطلقون عليه اسم "التواريخ والوفيات" حين يذكرونه في مؤلفات علوم الحديث ومصطلحه، ويخصون مصنفاتهم المفردة لأحوال الرواة بأسماء تدل عليها.
وقد نشأ علم تاريخ الرواة مع نشأة الرواية في الإسلام، واهتم العلماء به ليتمكنوا من معرفة رجال الأسانيد؛ فكانوا يسألون الرواة عن أعمارهم ومواطنهم وتواريخ سماعاتهم من الشيوخ وغير ذلك. وقد ظهرت المصنفات في هذا العلم في أواخر القرن الثاني ومطلع القرن الثالث. انظر كتابنا أصول الحديث ص٢٥٣.
وأما علم الجرح والتعديل فسنذكر نبذة عنه بعد قليل حين نتكلم عن المصنفات فيه.

<<  <   >  >>