للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مائة بدنة، نحر بيده منها ستين، وأمر ببقيتها فنحرت وأخذ من كل بدنة بضعة فجمعت في قدر، فأكل منها وحسا من مرقها، ونحر يوم الحديبية سبعين فيها جمل أبي جهل، فلما صدت عن البيت حنت كما تحن إلى أولادها١.

وأخرجه البيهقي٢ من طريق زهير بن محمد به فذكره مختصراً ابتدأ من قوله: " نحر يوم الحديبية ... " الخ.

هذا السند ضعيف فمداره على محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال عنه الإمام أحمد: "مضطرب الحديث"، وقال يحيى القطان: "سيئ الحفظ جداً"، وقال شعبة: "ما رأيت أسوأ من حفظه"، وقال يحيى بن معين: "ليس بذاك"، وقال الدارقطني: "رديء الحفظ كثير الوهم"٣، وقال الذهبي٤: "صدوق سيئ الحفظ"، والإسناد مع ذلك منقطع فالحكم بن عتيبة لم يسمع الحديث من مقسم، قال يحيى القطان وشعبة وأحمد وغيرهم: "أحاديث الحكم عن مقسم كتاب إلا خمسة أحاديث"، قال يحيى القطان هي: "حديث الوتر، وحديث القنوت، وحديث عزيمة الطلاق، وجزاء الصيد، وإتيان الحائض"٥.

قلت: فالحديث الذي نحن بصدده ليس من الخمسة التي سمعها الحكم من مقسم، وأيضاً فالمتن الوارد بهذا الإسناد فيه اضطراب يشعر بسوء حفظ ابن أبي ليلى، كما قال الأئمة: "فقد جاء في إحدى روايات سفيان عنه: "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أهدى مائة بدنة" بينما في رواية زهير بن محمد عنه: "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نحر يوم الحديبية سبعين بدنة".

وعند ابن ماجه من رواية أخرى لسفيان عن ابن أبي ليلى فيها أن جمل أبي جهل كان مع الهدي الذي ساقه النبي صلى الله عليه وسلم في حجته:


١ مسند أحمد ١/٣١٤.
٢ دلائل النبوة ٢/ لوحة: ٢٣٤.
٣ انظر: ميزان الاعتدال ٣/٦١٤، تهذيب التهذيب ٩/٣٠١ - ٣٠٣.
٤ ميزان الاعتدال ٣/٦١٣.
٥ سير أعلام النبلاء ٥/٢١٠، تهذيب التهذيب ٢/٤٣٣ - ٤٣٤.

<<  <   >  >>