للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[الإغراق]

بين الإغراق في المدح, والإغراق في الذم تموت الحقيقة موتا لا حياة لها من بعده إلى يوم يبعثون.

يسمع السامع أن زيدا ملك كريم، ثم يسمع أنه شيطان رجيم، فيخرج منه صِفْر اليدين، لا يعلم أين مكانه من هذين الطرفين.

يقولون: إن المشعوذين إذا أرادوا أن يسحروا أعين الناس وضعوا في سقف غرفة قطعة من المغناطيس وفي أرضها قطعة أخرى، ثم يتركون في الفضاء قطعة من الحديد لا تزال تترجح بين هذين الجاذبين.

هكذا تضطرب الحقيقة في أيدي المغرقين، اضطراب الحديدة في أيدي المشعوذين.

الحقيقة بين الكاذب والكاذب، كالحبل بين الجاذب والجاذب، كلاهما ينتهي به الأمر إلى الانقطاع.

لو علم الذي ينصب نفسه للموازنة بين الأشخاص أنه جالس

<<  <  ج: ص:  >  >>