للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[حوانيت الأعراض]

أنا لا أستطيع أن أتصور الفرق بين رجل يمد يده إلى خزينة من خزائن بيتي فيسرق مالي, وبين آخر يمد لسانه أو قلمه إلى شرفي فيستلبه، كلاهما مجرم فاتك وكلاهما لص مغتال، وإن كان أولهما في نظر القانون وفي نظر الناس أكبرهما إثما, وأسوأهما أثرا.

المال خادم من خدام الشرف وحاجب من حجابه الوقوف على بابه، ولولا مكان الشرف والكلف بصيانته والضن به أن يعبث بجوهره عابث ما كان لامرئ في هذا المعدن الصامت أرب أكثر من أن يقيم به صلبه ويمسك به حوباءه، فإن كان سارق المال مجرما من حيث كونه هاتكا لذلك الستار المسبل دون الشرف, فجدير بمن يسرق الشرف نفسه أن يكون رأس الجانين، وأكبر المجرمين.

يكون للرجل من الصحفيين مثلا عند الرجل من كرام الناس وسراتهم وذوي السيرة الصالحة فيهم مأرب من المآرب التي لا يعرف لنفسه فيها حقا, ولا يمت إليها بسبب من الأسباب

<<  <  ج: ص:  >  >>