للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[حول سير الموت]

...

حول سرير الموت:

مررت منذ سنوات على باب منزل في أحد أزقة القاهرة, فرأيت حوله مجتمعا حافلا تصطك فيه الأقدام بالأقدام وتمتزج فيه الأنفاس بالأنفاس, وقد تخلله قوم من رجال الشرطة وسمعت قائلا يقول: "قبح الله الانتحار" وآخر يقول: "أحسبه شابا غريبا؛ لأني لم أر عينا تدمع عليه" فعرفت مجمل القصة, وأن في هذا المنزل شابا غريبا منتحرا, وأن هذا الحادث سبب هذا الاجتماع.

لم أقنع بالإجمال فأحببت معرفة التفصيل, فحاولت الدخول إلى المنزل فما استطعت فتريثت حتى جاء ضابط أعرفه من ضباط البوليس فدخلت معه.

وهناك رأيت على سرير الموت شابا في نحو العشرين من عمره, رقيق الجسم أصفر اللون, لم تستطع يد الموت أن تمحو كل آثار جماله, بل بقيت منه بعد الموت بقية كتلك البقية من الرائحة العطرة التي يستنشقها الإنسان في الزهرة الذابلة.

اهتم الضابط بملابسه لعله يجد فيها ما يدل عليه أو على

<<  <  ج: ص:  >  >>