للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أما مقدار الأحاديث التي حفظها فقد ورد عن إمام أهل السنة أحمد ابن حنبل أنه قال: "صح من الحديث سبعمائة ألف حديث وكسر، وهذا الفتى- يعني أبا زرعة- قد حفظ ستمائة ألف" (١).

وقال الحافظ البيهقي معقبا على قول أحمد: "إنما أراد ما صح من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأقاويل الصحابة، وفتاوى من أخذ عنهم من التابعين" (٢).

وقال أبو بكر محمد بن عمر الرازي الحافظ: "لم يكن في هذه الأمة أحفظ من أبي زرعة، كان يحفظ سبعمائة ألف حديث، وكان يحفظ مائة وأربعين ألفا في التفسير والقراءات .. " (٣).

وقال الحافظ يحيى بن مندة: "وبلغني بإسناد هو لي مسموع أن أبا زرعة قال: أنا أحفظ ستمائة ألف حديث صحيح، وأربعة عشر ألف إسناد في التفسير، والقراءات، وعشرة آلاف حديث مزورة، قيل له: ما بال المزورة تحفظ؟ قال: إذا مرّ بي منها حديث عرفته" (٤)، وبهذا يتضح لنا أن قوله موافق لشهادة أحمد في مجموع الأحاديث التي حفظها وهي ستمائة ألف، حديث صحيح.

أما في التفسير، والقراءات فكان يحفظ أربعة عشر ألف إسناد، وقد

يدخل فيها أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم، وآثار الصحابة رضي الله عنهم، ومن بعدهم من التابعين، ولعل الحافظ البيهقي قد وهم في إحصائها مع جلالة منزلته لأن فتاوى التابعين لاتعتبر من الحديث الصحيح. وأما قول


(١) انظر: تاريخ بغداد ج ١٠ ص ٣٣٢، وطبقات الحنابلة ج ١ ص ٢٠١، والمنتظم ج ٥ ص ٤٧، والأنساب للسمعاني ج ٦ ص ٣٦، وتهذيب الكمال ورقة (٤٤٢ ط)، وتهذيب التهذيب ج ٧ ص ٣٣، والمنهج الأحمد ج ١ ص ١٤٩، وسير أعلام النبلاء في ترجمته.
(٢) انظر: تاريخ دمشق، وتهذيب الكمال ورقة (٤٤٢ - أ)، وتهذيب التهذيب ج ٧ ص ٣٣.
(٣) انظر: تهذيب الكمال ورقة (٤٤٢ - أ).
(٤) انظر: شرح علل الترمذي ص ١٩٢.