للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عليه وسلم أبو موسى وأبو هريرة، وعمرو بن حريث، وأبو جحيفة، ومن التابعين محمد بن الحنفية، وعبد خير، وعلقمة، وأبو هلال العلي" (١) وإضافة إلى استنباطه من السنة النبوية والآثار نراه يتثبت ويتحرى أقوال أئمة المسلمين في ذلك. فقد روى ابن عبد البر بسنده إلى أبي علي الحسن بن أحمد بن الليث الرازي أنه قال: "سألت أحمد بن حنبل فقلت يا أبا عبد الله من تفضل؟ قال أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وهم الخلفاء. فقال يا أبا عبد الله إنما أسألك عن التفضيل من تفضل؟ قال أبو بكر وعمر وعثمان وعلي، وهم الخلفاء المهديون الراشدون، ورد الباب في وجهي. قال أبو علي: ثم قدمت الري فقلت لأبي زرعة: سألت أحمد وذكرت له القصة فقال: لا نبالي من خالفنا نقول أبو بكر وعمر وعثمان وعلي في الخلافة والتفضيل جميعا هذا ديني أدين الله به، وأرجو أن يقبضني الله عليه" (٢).

وروى الحافظ ابن عساكر عن الإمام أبي زرعة "أن رجلا قال له: إني أبغض معاوية، فقال له أبو زرعة: ولم؟ قال: لأنه قاتل علياً، فقال له أبو زرعة: ويحك، إن رب معاوية رحيم، وخصم معاوية خصم كريم، فأيش (٣) دخولك أنت بينهما رضي الله عنهما" (٤).

ومن اعتقاده أيضا:

قوله: "الجمعة والجهاد عندنا مع البر والفاجر ممن يتولى ذلك من الولاة" (٥).

[قوله في بعض الفرق]

روى القاضي، أبو الحسين بن أبي يعلى بسنده إلى أحمد بن صالح أنه


(١) انظر: طبقات الحنابلة ج ١ ص ٢٠٢.
(٢) انظر: جامع بيان العلم وفضله ط دار الكتب الحديثة بالقاهرة ص ٤٨٦ - ٤٨٧.
(٣) كلمة (أيش) مركبة من (أي شيء). انظر: مجلة مجمع اللغة العربية بدمشق ٢/ ٤٧٨
(٤) انظر: تاريخ دمشق لابن عساكر في ترجمة معاوية بن أبي سفيان- رضي الله عنه- عن النسخة المصوّرة المحفوظة في معهد المخطوطات في جامعة الدول العربية تحت رقم (٦٠٢ تاريخ).
(٥) انظر: طبقات الحنابلة ج ا ص ٢٠٢.