للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عشر، فذهب فجاء بالدفتر فدفعه إليه فأخذ أبو زرعة فتصفح الأوراق وأخرج الحديث ودفعه إلى محمد بن مسلم فقرأه محمد بن مسلم فقال نعم غلطنا فكان ماذا؟ " (١).

وقال ابن أبي حاتم أيضاً: "قيل لأبي زرعة بلغنا عنك أنك قلت لم أر أحداً أحفظ من ابن أبي شيبة؟ فقال نعم في الحفظ ولكن في الحديث- كأنه لم يحمده فقال: روى مرة حديث حذيفة في الإزار فقال حدثنا أبو الأحوص عن أبي اسحاق عن أبي معلى عن حذيفة فقلت له إنما: هو أبو إسحاق عن مسلم بن نذير عن حذيفة، وذاك الذي ذكرت عن أبي إسحاق عن أبي المعلى عن حذيفة قال كنت ذرب اللسان فبقي فقلت للوارق أحضروا المسند، فأتوا بمسند حذيفة فأصابه كما قلت" (٢).

وكان أبو زرعة وأقرانه يبينون علل أحاديث الشيوخ ويكون حكمهم واحداً متفقين عليه. قال ابن أبي حاتم: "سمعت أبا زرعة يقول أتينا أبا عمر الحوضي وقد دخل قوم عليه وهو يحدثهم وأنا وأبو حاتم وجماعة منا خارج نتسمع فوقع في مسامعنا وهو يقول: حدثنا جرير بن حازم عن مجالد عن الشعبي عن النعمان بن بشير عن النبي صلى الله عليه وسلم: إني مكاثر بكم الأمم. فصحنا من وراء الباب فقلنا يا أبا عمر هذا عن جابر. فقال: صدقتم صدقتم ادخلوا" (٣).


(١) انظر: مقدمة الجرح والتعديل ص ٣٣٧.
(٢) انظر: مقدمة الجرح والتعديل ص ٢٣٧ - ٣٣٨، وانظر كذلك في ص ٣٣٨، مناقشة أخرى بين أبي زرعة والحافظ ابن أبي شيبة وقد بين له علة حديث أنس يتبع الميت ثلاثة … الحديث والعلة هي أن ابن أبي شيبة لقن بخطأ فتلقفه وحدث به ثم عاد إلى قول أبي زرعة- رحمه الله-.
(٣) انظر: مقدمة الجرح والتعديل ص ٣٣٦، ٣٣٧.